GHGs Emissions

www.know-the-number.com

Our Climate is Changing!
Please download Flash Player.

Apr 16, 2013

النفايات و نظرتنا اليها


بقلم / نادية العبادلة

إن مشكله النفايات الصلبة مشكلة عالمية، سواء كانت على مستوى الدول المتقدمة أو دول العالم النامي باختلاف درجه خطورة المشكلة بين الدول. إذ بينما استطاعت الدول المتقدمة أن تقلل كثيراً من الآثار البيئية السلبية التي تمس حياة المواطنين إلا أنه في معظم الدول النامية لا زالت هذه المشكلة تؤرق حياة المواطن اليومية.
إذن السؤال هنا: كيف نجحت الدول المتقدمة في الانتقال بالمشكلة نحو الحل المناسب لها؟!

في الدول المتقدمة مثل ألمانيا, السويد, اليابان, والولايات المتحدة اختلفت إستراتيجية التعامل مع النفايات الصلبة خلال السنوات.  ففي الفترة (1960-1975) كان الهدف الأهم: التخلص من النفايات عبر ترحيلها إلى المكبات ، بينما تركز الاهتمام في الفترة (1975-1990) على فرز وتصنيف النفايات لإعادة تدويرها، في الفترة الأخيرة منذ عام 1990 و حتى الآن تركز الاهتمام على تقليل إنتاج النفايات من المصدر عبر تقليل استخدام المصادر.

لتصبح هذه الاستراتيجيات خطط عملية ناجحة التطبيق، تم الاعتماد على عديد من الأهداف الواضحة على مستوى الدول المختلفة، و ارتفعت الشعارات و المبادئ المنادية بالسيطرة على مشكلة النفايات الصلبة.  "ادفع بقدر ما تُخرج" كان مثلا أحد الشعارات التي رُفعت في دولة كانبيرا، بحيث تدفع كل أسرة رسوم مالية تعادل كمية النفايات التي تنتجها.

هنا لا بد لنا أن نستنتج أن الأوان لم يفت للسيطرة على مشكلة النفايات الصلبة في الدولة النامية، أن الحل بأيدينا عبر خطوات و تغييرات بسيطة في السياسيات العامة لإدارة النفايات الصلبة للوصول إلى الهدف المنشود. بتغيير طريقة تفكيرنا، طريقة تخطيطنا، و تحديد أهداف واضحة، يمكننا أن نخفف بشكل كبير من الآثار السلبية الناتجة عن هذه المشكلة.

عندما أقرا تجارب و نماذج ناجحة للدول المتقدمة في إدارة مصادرها، أشعر أننا يمكن أن نكون بالمقابل نموذجا يحتذي به، لو انتقلنا من اعتبار النفايات شيء لا قيمة له و يجب التخلص منه،إلى مصدر يمكن الاستفادة منه بعدة طرق. هذه قد تكون الخطوة الأولى و الأهم للتقليل من انتاج النفايات. أنت أيها المواطن، المحرك الرئيسي للتغيير. نعم، بتغيير نظرتك للنفايات و تحملك مسؤولية النفايات التي تنتجها، قد تكون هذه أعظم خطوة في طريق إدارة النفايات الصلبة في الدول النامية.

  لذلك لنغير نظرتنا للنفايات ونعتبرها مصدر ثمين نمتلكه ويجب أن نستغله بطرق صحيحة وبما يخدمنا ولو كل شخص بدأ بنفسه وغير طريقه تفكيره فهكذا نكون قد تخطينا التحدي الأول. فلتكن أنت: البداية.

نادية العبادله :: خريجه قسم البيئة وعلوم الارض, تدربت في مختبر الدرسات الريفيه بالجامعه الاسلامية، حاليا تعمل ضمن مشروع في الاغاثه الزراعيه.